السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[فقط الأعضاء المسجلين يمكنهم رؤية الروابط. ]
الحلقة الثانية من التعريف بالمسجد الاقصى ( أبواب الاقصى )
أخذ يعُد ُّالأيام يوماً بعد يوم ،يستبطىءُ مرورَها..
ففى الجمعة القادمة بإذنِ الله ،سيلتقى عزيزاً عليه
اشتاق لرُؤيتِهِ منذُ أن عقِلَ هذه الدُّنيا
بإذن الله ...سيشدُّ الرّحال من طولكرم إلى
الــــــمــــســــجــــــد الأقـــــــصـــــى
مرَّ الأسبوعُ ببطءٍ شديد !!!
وهاقد جاءت ليلةُ الجمعة
لم ينمْ ليلتَه تلك ..،فطِوالَ اللَّيلِ يفِّكرُ كيف سيكونُ اللِّقاء
فى وقتَّ السحر ، قام لِيتوضَّأ ويصلِّى القيام ...
ولم ينسَ صلاةَ ركعتين - قضاء حاجة - ليقْضيَ الله حاجتَه .
صلَى الفجر ، ثم بدأ يعُدُّ العُدةَ ليخرجَ مع شروقِ الشمسِ
ها قد تهيَّأ سريعاً ،أخذَ يُسرعُ الخطى ، ..حيثُ تنتظرْه الحافلة
يظنُّ أن بإسراعهِ ،، سيصلُ إلى من تعلَّقَ قلبُهُ به سريعاً
\
/
\
/
وانطلقتِ الحافلة بحمدِ الله
يالله ..........كم من مرةٍ توقَّفتْ الحافلة ، وكمْ مرَّةٍ تمّ تفتيُشها..؟؟
على كم حاجزٍ مرّت ،؟ وكم من مرَّةٍ أُهينَ ركَّابُها ....؟
وفى كل مرة تتوقفُ الحافلة !!! يرفعُ أخونا يداه إلى السَّماء
ويدعو اللهَ " ألاّ يعودَ خائبَ الرَّجاء "
يقولُ فى نفسِه ...:"سأتحمَّلُ كلَّ شئٍ ،فى سبيل اللِّقاء،
والصلاة فى مسْرى رسول الله صلى الله عليه وسلم "
أخذَ يُحدثُ نفَسه :
"صحيحٌ أنَّ مساحة أقصانا تبلغ " 144 ألف متر مربع (أي ما يعادلُ نحو سُدسِ البلدة القديمة)، وتبلغ أطوال سوره 491 م في جهته الغربية، و462 م في جهته الشرقية، و 310م في جهته الشمالية، و281م في جهته الجنوبية.
فلقد علمتُ أنَّ المسجد الأقصى هو كل ما بداخل السور ويضم " عدة مصليات أبرزها المصلى الرئيسي وهو الجامع القِبْلي المبني في صدر الأقصى، وعدة قباب أبرزها قـــبـــــــة الـــــصــــــخــــرة في وسط المسجد الأقصى المبارك، وعدة مدارس، ورواقان، و8 بوائك، وعدة أسبلة، وآبار، ومصاطب، ومحاريب، ومنابر، ويبلغ عدد هذه الأجزاء نحو 200 معلم أثري. والمساحة المُتبقِّية من المسجد الأقصى المبارك، وهي الأكبر، غير مسقوفة، والصلاة فيها تماثل الصلاة في الأجزاء المبنية. .. "
بالرغم مِنْ كِبرِ هذه المساحة ِ
لكنّى بإذن الله .....سأمرُّ بكلِّ ركنٍ فيه ،سأقفُ بكلِ مكان ...
وأسَطِّر عنه ما جالَ بخاطرى...
حتى أعودَ إلى إخوتى الصِّغار ، وأحكى لهم عن رحلتى
وبعد صعوبةٍ شديدةٍ دخلوا " الـــــــقـُـــــــــــدس "
اسْتنشقَ هواءَها ....وأحسّ بنسيمِها
رغمَ روْعته وكأنَّ كلَّ نسمةٍ تحملُ من قدسِيَّة المدينة ما تحملُه
إلاّ أنّ عبيرَ هواءِها يحملُ لوناً آخر ...
.يحملُ آهـــــــــــاتِ مدينةٍ اعتدتْ عليها أيادى اليهود
هدّموا منازلَها .....وشرّدوا أهلَها ...
غيَّروا معالمَها .....وأسماءَ أحيائِها
أحسّ بتلكَ الآهــــــــــــات جيِّداً....فترقْرقَت لها عينـــــاه
وثارت جوارحُه... أن لابد وأن يستمرَّ شدُّ الرَّحال
ولابدَّ من فعل ِشئٍ من أجلكِ قدسي
أخيراً وصلَ الى المسْجدالأقصى ،أخيراً أبصرَت عيناه ذلك المكان
ولكنَهما فى ذاتِ الوقتِ أبصرتا شيئًا آخر
أبصرتا حولَه جنوداً كُثُر،كلٌّ منهم يحملُ سلاحَه
أبصرتا أيضاً رايــــــــــــةً مرفوعةً فوقَ أسوارهِ
بها خطّين لُوِّنا " بالأزرق " ، وفى منتصفها " نجمة "
أجلْ...... إنها رايةُ الكيان الصُّهيونى ....
تذكَر حينَها ،أنها تدلُّ على دولتِهم التى يحلُمون بها....من النيل للفرات
كتمَ دموعَ عينِه ......وتركَ القلبَ يدْمى ....
حتى يتمكَّن من عبورِ كلِّ هذه الحواجز التى تواجهُه
والتى يُستوقَفُ فيها كل مرَّة ليتمَّ تفتيشُه
يودُّ أن يصرُخ .........سينتهي اليوم ...أريدُ المقام فى الأقصى
/
لم يخيِّبِ اللهُ رجاءَه ......وعبر ..وها هو يقفُ أمامَ أحِد أبواب الأقصى
فجأة..... تسمَّرت قدَماه......لم تتمالكا الحركة
لعله لا يصدِّق !!!! أنه حقاً يقفُ أمام أولى القبْلتين ،،
مسْرى النبىِّ صلى الله عليه وسلم ، ومنه أُعرج إلى السماء
وبعد لحظاتٍ من خشوع .....استخرجَ خريطة المسْجدِ الأقصى
علم أنه يقف أمامَِ" بـــــــــــاب الأســــــبــــــــــاط "
يالله ..........يالجمالِه ، وروعتهِ !!!
أخذ يسترجع المعلوماتِ التى قرأها عن ذلك الباب
يبلغ ارتفاعه " 4 م"
أحد أهم أبواب المسجد الأقصى المبارك
وهذا الباب هو المَدخل الوحيدِ لـــسيـــــــارات الإســعــــاف إلى المسجد الأقصى المبارك في حالات الطَّوارئ لأنه أوسع الأبواب المساوية للأرض .
ولقد شهد خروج العديد من الجرحى والشهداء خاصة خلال مـــــجـــــازر الأقـــصـــــى الثلاث.
(المجزرة الأولى عام 1990م، وأسفرت عن استشهاد 34 وجرح 115 آخرين،
والثانية مذبحة النفق عام 1996م، وأدت إلى استشهاد 62 وجرح 1600،
والثالثة في بداية انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م، واستشهد فيها 5 مصلين داخل المسجد الأقصى المبارك وجرح العشرات، قبل أن تمتد الاحتجاجات لباقي المدن الفلسطينية المحتلة ويتجاوز عدد شهدائها 5 آلاف في عامها السابع.)
وبعد لحظات خشوعٍ وتأملٍ أمام " بـــــــــابِ الأســبــــاط "
تقدم ليدخلَ الأقصى الحبيبَ
وتلكم كانت لحظة لا يمكن وصفها ولا تخيُّلهَا
وما إنْ تقدّم بضعَ خطواتٍ حتى أحسّ وكأنّ كلَّ ركنٍ مِنْ أركانِ الأقصَى يصرخُ قائلاً :-
مسجدُ الاقصى أنا، أُخبركم *** أنني لا أَنثني للخطر
منهج الإسلام عندي واضحٌ *** فبه أسمو عن المنحَدَرِ
وبه أسلك دَربَ المجد، لا *** اشتكي من شوكه والحُفَرِ
صاحبي منكم، هو الشَّهمُ الذي *** يجعل الغُصنَ قريبَ الثَّمَرِ
صاحبي منكم هو الحادي الذي *** يُسمع القُدسَ نشيد الظَّفَرِ
صاحبي، مَن لايُريني غَفلَةً *** ويُريني جَبهةَ المنكسرِ
صاحبي مَن يحمل القرآن في *** قلبه يكسر بابَ الضَّجَرِ
صاحبي طفلٌ أَبِــيٌّ لم يَزَل *** يُسمع الدنيا غناءَ الحَجَرِ
حيــنـــهــا ترقرق الدَّمعُ في عينيِه
ولمْ يستطع منعه فى هذهِ اللحظة
معَ أنّه كتمَه طيلةَ الرحلةِ
وأخذَ يُردِدْ
فــــــــدَيْــــــــتُــــــــكَ أقـــــــــــصـــــــــانــــــا
أنت العـــنـــــــوان....وأنت الهوِيَّـــــــة ...
وبعد الصلاة قام برحلته فى مسجدنا الحبيب
وإليكم اخوتى فى الله ملف أبواب الأقصى
تفضل معنا الى التعرف